صدقت يا ويل روجرز! – أخبار صحيفة الرؤية

ألم يسبق ومرت بك شكوى من صديق أو زميل أو من إنسان مقرب منك، كان فيها شكوى من تكالب الالتزامات المادية عليه وغلاء المعيشة؟ من المؤكد أن مثل هذه الشكوى سمعناها عدة مرات، بل مِراراً وتكراراً، هذا إن لم نكن نحن أيضاً نشكو ونتذمر، إن كان هذا هو الحال، فلنسأل كل من يعاني من زيادة المصروفات الشهرية، ما الذي يستهلك الدخل المالي الشهري؟ لن تتعب أو تحار لإيجاد الإجابة، لأنك ستجد بسهولة أن ما يأكل هذا الدخل المالي الشهري ليس مصروفات المنزل ولا وقود السيارة ولا حتى مبالغ التسوق، الذي يستهلك الدخل الشهري، وجزء كبير منه هو القروض التي تثقل الكاهل وتستنزف مبالغ شهرية غير قليلة، أما لماذا تم سحب هذه القروض، هل لشراء أرض، أم للاستثمار في مشروع تمت له دراسة وهو واعد، أم لشراء عقار يتوقع ارتفاع سعره قريباً؟ لا، لم تتم الاستدانة من المصرف لأي من هذه الأغراض، بل كان السبب والمبرر للصرف على التزامات كمالية غير ضرورية وليست مهمة ويمكن الاستغناء عنها. لا أجد وصفاً أبلغ وأجمل مما كتبه الممثل والكاتب الأمريكي ويل روجرز، عندما قال: “الكثيرون جداً من الناس ينفقون مالاً لم يكسبوه لشراء أشياء لا يحتاجون إليها من أجل التأثير على أشخاص لا يحبونهم”. دائماً نسمع نصائح وتوجيهات يرددها الحكماء والمجربون وأيضاً الذين صنعوا ثرواتهم، مثل: لا تفكر بإنفاق المال وإنما بجمعه، قلل من مصروفاتك، لا تصرف المال في غير موضعه، ويسرني القول: المال يأتي من مورد واحد، أما المصروفات فلها أكثر من باب ومكان، فانتبه وكن يقظاً، المال لينفعك ويخدمك وليس لتعذيبك وليس لتشعر بالألم، سيطر على رغبة الشراء والاستهلاك لتعيش حاضراً ومستقبلاً جميلاً وهادئاً ومستقراً ومطمئناً.