Connect with us
img

أهم الأخبار في العالم

هجرة الأجداد كانت خياراً لا إجباراً

هجرة الأجداد كانت خياراً لا إجباراً

أخبار

هجرة الأجداد كانت خياراً لا إجباراً

[ad_1]

تشكل قصة هجرات أجدادنا جزءاً أساسياً من تاريخنا البشري، فعبر تلك الهجرات انتشرنا في شتى بقاع الأرض، اكتسبنا مجموعات كبيرة من الصفات، تميزت ملامحنا، وتغيرت جيناتنا، وتطورنا لنصل إلى من نحن عليه الآن. أعراق مختلفة؛ وألسنة غير متشابهة، رغم جنسنا المشترك.

فكيف تنسى للأجداد عبور تلك البحار عالية الأمواج، وهل أجبروا على عبورها نتيجة نقص الموارد أو تغير المناخ؟ أم كانت الرحلة نزولاً على الرغبة الدائمة في الترحال؟

في دراسة جديدة، نُشرت نتائجها في دورية «ساينتفك ريبورتس» يقول الباحثون إن أجدادنا القدامى عبروا المحيط وصولاً إلى اليابان بكامل إرادتهم ودون أن تجبرهم العوامل المناخية أو نقص الإمدادات الغذائية على الرحيل.

يقول الباحث الياباني في جامعة طوكيو «يوسوكي كايفو» في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»: «إن الأجداد كانوا مغامرين.. مستكشفين.. أقوياء.. تركوا أراضيهم من أجل مغامرة عبور المحيط وليس لنقص الغذاء أو تغير المناخ».

استخدم الباحثون مراكب تُشبه تلك التي استخدامها الأجداد قبل نحو 30 ألف سنة. وضعوها في المحيط دون بشر؛ وتركوها لتسبح بالصدفة بين أمواجه العاتية، وتتبعوها بواسطة الأقمار الاصطناعية؛ ليجدوا أن تلك المراكب لم تصل إطلاقاً إلى بر اليابان الرئيسي والعكس صحيح «وهذا يعني أن أجدادنا خططوا للقيام بالرحلة وعرفوا إلى أين هم ذاهبون ولم يتركوا شيئاً للصدفة» على حد قول «كايفو» في تصريحاته لـ«الرؤية».

في ذلك الزمان؛ كانت أرض جزر «ريوكيو» التايوانية تعج بالخيرات. مزدهرة بالنباتات والحيوانات، تتساقط عليها المياه العذبة في صورة أمطار؛ وتنتشر فيها مجاري الجداول الصالحة للشرب. «كل تلك الظروف تجعل من استقرار البشر أمراً مفروغاً منه.. لكن الأجداد فضلوا الترحال بسبب توقهم لخوض المغامرة والاستكشاف» على حد قول «كايفو».

قبل نحو 30 ألف عام، وقف إنسان على قمة أعلى جبل ساحلي في تايوان. نظر إلى الأفق البعيد؛ ورأى أرضاً غير أرضه. قرر ذلك البشري بناء قارب صغير؛ وعبور البحر الخطير؛ والولوج في نهر «كوروشيو» الخطير الذي يملك أحد أقوى التيارات في العالم. كل ذلك تم عن عمد في عمل استكشافي خطير على حد ما يقول «كايفو» في تصريحاته لـ”الرؤية“.

لمعرفة إذا ما كانت الرحلة تمت عن قصد أم بالصدفة؛ قام الباحثون بالتحقيق في احتمال حدوث الرحلة عن طريق الصدفة، عبر قياس تأثير تيارات نهر كوروشيو على مراكب يُشبه تصميمها المراكب التي صنعها الأجداد. للقيام بذلك، استخدم كايفو وفريقه 138 عوامة تتبع الأقمار الصناعية لتتبع مسارها المحتمل في هذه الرحلة.

يقول كايفو «كانت النتائج أوضح مما كنت أتوقع». «4 فقط من العوامات جاءت على بعد 20 كم من أي من جزر ريوكيو، وكل ذلك كان بسبب الظروف الجوية السيئة. وبالتالي إذا كنت بحاراً قديماً، فمن غير المرجح أن تكون قد بدأت في أي نوع من الرحلات بالصدفة». ما تخبرنا به نتائج الدراسة هو أن تيارات نهر كوروشيو توجه المراكب المنجرفة بعيداً عن جزر ريوكيو بدلاً من اتجاهها؛ وبعبارة أخرى، يجب أن تكون الملاحة في تلك المنطقة قد تمت «بنشاط وذكاء وعن قصد».

قد تتساءل كيف يمكننا التأكد من أن التيار نفسه الذي يعتري النهر كان مماثلاً للتيارات قبل أكثر من 30 ألف عام. لكن الأدلة الموجودة، بما في ذلك السجلات الجيولوجية التي تخبر الباحثين أن التيارات في المنطقة كانت مستقرة لما لا يقل عن الـ100 ألف عام الماضية.

فيما يتعلق بثقة الباحثين في أن مسافري العصر الحجري القديم لن يجرؤوا على مواجهة ظروف عاصفة قد تفسر هجرات الصدفة، تشير الأبحاث السابقة إلى أن هؤلاء المسافرين كانوا مجموعات تضم عائلات وأطفالاً، لا تتحمل نظائرها الحديثة مثل هذه المخاطر. يقول «كايفو»: «فمن ذا الذي يركب الأخطار ويخاطر بعائلته دون تخطيط.. لم يقم السكان القدامى بتلك الرحلة بالصدفة.. بل بالتخطيط.. فأجدادنا كانوا مستكشفين كما نحن اليوم تماماً».



[ad_2]

Ссылка на источник

Continue Reading
You may also like...
Click to comment

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

More in أخبار

To Top
Top